المبحث الاول : مفهوم المراهقة
1) المراهقة:
المراهقة مصطلح وضعي للفترة التي يكون فيها الفرد غير ناضج انفعاليا وذا خبرة محدودة ، ويقترب من نهاية نموه البدني والعقلي.
إن مرحلة المراهقة تمثل مرحلة الانتقال من الطفولة المعتمدة على الغير - الطفولة الضعيفة - إلى مرحلة الرشد المستقلة الناضجة . والمراهق ليس طفلا وليس راشدا ، بل نجده يسلك تارة سلوك الراشدين وأحيانا سلوك الأطفال . ومرحلة المراهقة هي مرحلة العمر التي تتوسط الطفولة أو هي مرحلة التأهب لمرحلة الرشد.يقع المراهق في مجال المؤثرات المتداخلة بين مجالي الطفولة والرشد.
2) أنماط المراهقة:
المراهقة المتكيفة : وهي المراهقة الهادئة نسبيا والتي تميل إلى الاستقرار العاطفي
المراهقة الانسحابية المنطوية : وهي صورة مكتئبة تميل إلى الانطواء والعزلة والسلبية والتردد والخجل والشعور بالنقص وعدم التوافق الاجتماعي
المراهقة العدوانية المتمردة : ويكون فيها المراهق ثائرا متمردا على السلطة سواء سلطة الوالدين أو سلطة المدرسة أو المجتمع الخارجي.
المراهقة المنحرفة : وحالات هذا النوع تمثل الصورة المتطرفة للشكلين المنسحب والعدواني .
3) تطور السلوك الاجتماعي للمراهقين:
تتلخص أهم الخطوات الرئيسية للنمو اجتماعي عند المراهقين في المراحل الآتية :
مرحلة التقليد:
وتبدأ هذه المرحلة عندما يبلغ عمر الفرد 12 سنة وتنتهي في حوالي 15 سنة من عمره، وتتميز بفرط إعجاب المراهق بزملائه الشجعان الأقوياء الأذكياء الذين يتفوقون في ألعابهم ودراستهم، أو الذين يتزعمون أقرانه. ويحاول جهد طاقته أن يقلد هؤلاء الأفراد وان يقتدي بهم في سلوكه .
مرحلة الاعتزاز بالشخصية:
وتبدأ بعد 15 من العمر، وتتميز بمحاولة المراهق الانتصار على زملائه في ألعابه وبمغالاته في منا فستهم وبميله أحيانا إلى السلوك العدواني، وبجرأته التي تتحدى بعض المخاوف القائمة، ليؤكد بذلك شخصيته ومكانته ويبرهن على قوته وشجاعته .
مرحلة الاتزان الاجتماعي:
وتبدأ في أواخر المراهقة قبيل الرشد ،وتبدو في تجنب المراهق العصيان والاندفاع والتهور، على أساس أن هذه التصرفات صبيانية لا تدل إلا على القصور والعجز .
كيفية التعامل مع مرحلة المراهقة من قبل الآباء و المربين:
يحتاج المراهق إلى : -
1-توفير النموذج السوي من خلال أفراد الأسرة للاقتداء بهم .
2-إتاحة الفرص للمراهق لممارسة المسؤوليات الاجتماعية لمساعدته على الاندماج في المجتمع .
3-فتح باب الحوار مع المراهق بعقل متفتح و تقبل آرائه و مناقشته حول موضوعاته الهامة ، بدلاً من استخدام أسلوب الزجر أو الوعظ و الإرشاد قال تعالى " فبما رحمة من الله لنت لهم و لو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك "
4-تشجيع التعاون بين أفراد الأسرة .
5-إشراك المراهق في النشاطات الاجتماعية .
6-احترام رغبة المراهق في التحرر و الاستقلال دون إهماله مع مراعاة توجيهه بشكل غير مباشر و عدم إشعاره بفرض الإرادة عليه . و لا يفوتنا أن نشير إلى بعض الممارسات الخاطئة و السلبية من قبل الآباء في تربية أبنائهم و معالجة مشكلاتهم مما قد يترك آثاراً نفسية واجتماعية مختلفة تكون السبب في انحراف المراهقين ، و من هذه الممارسات :-
1-عدم إعطاء الابن المراهق الفرصة للتعامل مع مشاكله و تصريف أموره و ذلك بالقيام بالأعمال بدلاً منه .
2-متابعة الأب المستمرة و المباشرة للمراهق .
3-الاستهانة بالقيم و المعايير الأخلاقية و الدينية التي يحض عليها الإسلام .
4-إهمال الابن المراهق دون مراقبة أو علاج عند بداية الانحراف .
5-وجود نموذج سلبي في الأسرة مثل المدخنين و غيرهم .
6-التسلط و القسوة على الابن .
7-الحماية الزائدة .
8-التفريق بين الأبناء .
9-القنوات الفضائية و غيبة رقابة الأسرة .
المبحث الثاني : خصائص النمو الاجتماعي في المراهقة المبكرة
( 12- 14 سنة)
1) مظاهره :
يتسع نطاق الاتصال الاجتماعي ويظهر الاهتمام بالمظهر الشخصي وتلاحظ النـزعة إلى الاستقلال الاجتماعي والميل إلى القيادة وينمو الوعي الاجتماعي.
تختفي تدريجيا جماعات الأطفال, و تحل محلها بعض الأصدقاء, أو التحول من الارتباط بالقطيع إلى الارتباط بشلة منتقاة, ولا يزال يتردد في الاندماج معهما.
* التوجه نحو السلوك الأكثر انضباط.
* التحول من عدم الاكتراث بالفوارق الطبقية إلى الاهتمام بدور هذه الأمور في تقرير علاقات الأفراد بعضهم لبعض.
* عدم القدرة على الاستقلال عن الأسرة.
* لا يزال غير قادرا على تحديد ميوله المهنية.
*يبقى الطفل منجذبا نحو الطفولة
2) العوامل المؤثرة فيه :
– الاستعداد
– اتجاهات الوالدين
– الأسرة
– المدرسة
– المجتمع
– الخبرات الاجتماعية .
3) التطبيقات التربوية :
أ ) الأسرة :
• الاهتمام بالتربية الاجتماعية في الأسرة والمدرسة والمجتمع والعناية بمجالات النشاط التي تحقق أهداف التربية الاجتماعية عن طريق الإرشاد النفسي .
• الاهتمام بتعليم وتدعيم وتنمية القيم والمعايير السلوكية السليمة.
• إشراك المراهق في النشاط الاجتماعي الذي يتلاءم وميوله.
• تنمية حاجة الانتماء لدى المراهق من خلال إشراكه في الأنشطة الطلابية المختلفة مع زملائه الآخرين.
ب) دور الأســـرة :
تجنيب المراهق مشاهدة بعض البرامج التلفزيونية الموجهة التي تبث من خلال القنوات الفضائية المفتوحة التي تدعو إلى سلوك العنف والرذيلة أو غيرها من السلوكيات المنحرفة التي تتنافى مع القيم والمبادئ الإسلامية.
المبحث : خصائص النمو الاجتماعي في المراهقــــة الوسطـــى
(15-17) سنـــة
1) مظاهره :
تتضح الرغبة الأكيدة في تأكيد الذات إلى مسايرة الجماعة ويظهر الشعور بالمسئولية الاجتماعية والميل إلى مساعدة الآخرين والاهتمام باختيار الأصدقاء وتنمو الاتجاهات وتتنوع الميول ويزداد الوعي الاجتماعي والميل إلى النقد والرغبة في الإصلاح الاجتماعي .
* يميل المراهق إلى الاستقلال و التحرر من قيود الأسرة و تبعيتها.
* يظهر الولاء و الطاعة للشلة و جماعة الرفاق.
* يتخلص من بعض جوانب الأنانية السائدة في المرحلة السابقة.
* يميل إلى تقييم التقاليد القائمة في ضوء مشاعره و خبراته الشخصية.
* يتبلور اعتزازه بنفسه.
2) العوامل المؤثرة فيه :
– الجو النفسي الأسري
– المدرسة
– جماعة الأصدقاء
– وسائل الإعلام المختلفة.
2) التطبيقات التربوية :
أ ) دور المدرسة :
• استثمار ميول المراهق في تنمية شخصيته.
• تنمية التفاعل الاجتماعي التعاوني بين المراهقين ومعلميه في المدرسة.
• تنمية التربية الاجتماعية (التربية الوطنية) والتي تركز على الانتماء للمجتمع وتنمية القيم الصالحة والاتجاهات الايجابية والتزام الآداب الاجتماعية العامة وعلى المرشد الطلابي والمعلمين دور كبير في تنمية هذا الجانب.
• اكتشاف حالات القلق الاجتماعي (الانطواء – الخجل ..) ومعرفة أسبابها وعلاجها نفسياً وتربوياً.
• إكساب المراهق القيم والمبادئ والعادات الاجتماعية المقبولة (احترام المدرسة- احترام الزملاء – التسامح – المحافظة على الأثاث المدرسي والكتب الدراسية والممتلكات العامة والخاصة).
ب) دور الأسرة :
• تنمية ميل المراهق إلى فهم الآخرين ومساعدتهم.
• فتح باب المناقشة والحديث بقلب مفتوح وعقل متنور حول الموضوعات العامة.
• العمل على زيادة تقبل المسئولية الاجتماعية وإتاحة الفرصة لممارستها.
المبحث الرابع : خصائص النمو الاجتماعي في المراهقة المتأخــــــرة
( 18- 21 سنة)
1) مظاهره :
ينمو الذكاء الاجتماعي لدى المراهق وتتضح الرغبة في توجيه الذات، ويسعى إلى تحقيق التوافق الشخصي والاجتماعي ، ويتجه إلى الاستقلال عن الأسرة والاهتمام بالعمل أو المهنة ويلاحظ الاعتزاز بالشخصية واكتساب مفاهيم واتجاهات وقيم مرغوبة وينمو الميل إلى القيادة ويشارك في الواجبات الوطنية.
* ازدياد الرغبة في التحرر من المنزل واكتساب الامتيازات التي يتمتع بها الكبار.
* الرغبة في تحقيق استقلال اقتصادي.
* الاتجاه أكثر نحو الاعتماد على النفس و تحمل المسؤولية و إتقان عمليات الأخذ و العطاء و اختيار العمل المرغوب في مزاولته و التخطيط و الاستعداد له.
* تتطور لديه البصيرة الاجتماعية.
* يزداد اهتمامه بالتعرف على المهن التي يمكن الالتحاق بإحداها.
* يحاول التقليل من نزعاته الفردية و الميل إلى العزلة.
* تزداد قدرته على التمييز بين حاجاته و خططه و آماله الذاتية.
* يزداد التفكير في تعاليم الدين و مبادئها التي يتعلمها في صغره ويزداد اتصاله بعالم القيم و المعايير و المثل.
* يميل الفرد إلى التفكير في إمكانياته تحسين ظروفه.
2) العوامل المؤثرة فيه :
– الأسرة
– المؤسسة التعليمية
– وسائل الإعلام
– الثقافة المادية والمعنوية.
3) التطبيقات التربوية :
أ ) دور المدرسة :
• مساعدة المراهق في فهم نفسه.
• تنمية الذكاء الاجتماعي من خلال الأنشطة المختلفة.
• رعاية النمو والتوافق الاجتماعي للمراهق.
• العمل على زيادة تبصير المراهق بقضايا المجتمع والاستفادة من منهج التربية الوطنية الذي يعمل على تنمية النمو الاجتماعي بإبعاده المختلفة.
• تشجيع المراهق على بناء فلسفة له في الحياة تعينه وترشده وتكون هادياً له في التعامل والتصرف إزاء الأشياء والأشخاص.
ب) دور الأسرة :
• إتاحة الفرص للمراهق لتحقيق الاستقلال عن الأسرة وذلك باعتماد الوالدين عليه في قضاء بعض الأمور وزيادة مسئوليته الاجتماعية وتدريبه على ذلك وتوجيهه عند الحاجة.
• استخدام أساليب الإقناع الهادئ والمناقشة الهادئة والابتعاد عن أساليب العناد والتهديد.
• تربية المراهق على السمات السلوكية المرغوبة مثل تحمل المسئولية واحترام الآخرين والشجاعة ..إلخ.